(1976 ) عبد الحليم حافظ – قارئة الفنجان
(1976 ) عبد الحليم حافظ – قارئة الفنجان
كلمات: نزار قباني
ألحان: محمد الموجي
قارئة الفنجان هي قصيدة ألفها نزار قباني، ولحنها محمد الموجي من مقام النهاوند، وغناها عبد الحليم حافظ في أبريل 1976، وتعتبر من أجمل وأشهر أغانيه.
بعد أن انتهى عبد الحليم حافظ من قراءة قصيدة لنزار قباني في إحدى دواوينه، وأعجب بها، قرر غنائها، لكنه كان معترضاً على بعض الكلمات في القصيدة، فحاول الاتصال بنزار قباني الذي كان يتنقل ما بين أكثر من دولة عربية وأوروبية، وبعد محادثات طويلة، اقتنع الشاعر بوجهة نظر عبد الحليم. من الكلمات التي طلب عبد الحليم تغييرها.
استغرق محمد الموجي سنتين في تلحين القصيدة ﴿حسب ما قال في لقاء له مع مجلة “فن”﴾، وقد لحن بعض المقاطع أكثر من لحن وبمقامات موسيقية مختلفة لكي يختار عبد الحليم منها، فما كان من عبد الحليم إلا أن اختارها كلَّها، فمثلاً مقطع “بحياتك يا ولدي امرأةٌ” يغنيه عبد الحليم بلحنين مختلفين، وكذلك بالنسبة لمقطع “ستفتش عنها يا ولدي”، وهذا الأمر نادر الحدوث في الغناء العربي. وجدير بالذكر أن الموجي أثناء انشغاله بتلحين هذه القصيدة قام بتلحين أغنية وطنية جميلة من النوع الخفيف لعبد الحليم هي أغنية “النجمة مالت ع القمر”.
لكن الأغنية مرت بأزمة كان من الممكن أن تقضي عليها في مهدها، إذ حدث احتباس في صوت محمد الموجي، فكانت هناك صعوبة في نقل اللحن إلى نوتات موسيقية، وعندما انتهى نقل النوتات، كان لا يزال على موعد الحفل 12 يوماً فقط، وكان عبد الحليم يجري تدريباته ﴿بروفاته﴾ عادةً في 45 يوماً، فقرر عبد الحليم إلغاء الحفل، لكنه تراجع بتأييد من صديقه مجدي العمروسي، وبعد أن أقسم أعضاء الفرقة الماسية، وعلى رأسهم قائدها أحمد فؤاد حسن، بأن يعملوا 12 ساعة يومياً على التدريبات.
في عيد شم النسيم في أبريل 1976 غنى عبد الحليم هذه القصيدة، وبالرغم من أن أغلب الجمهور استقبلها باستحسان، إلا أن فئة منهم كانت تصدر الهتافات والصفير طوال الوقت، وليس في نهايات المقاطع كما هو معتاد، فقام عبد الحليم بقوله “بس بقه”، كما قام بالتصفير مثلهم، فأدى هذا بالصحف المصرية إلى أن تنتقده بحده، فحاول عبد الحليم في أكثر من لقاء توضيح موقفه، منها لقاءه مع مجلة آخر ساعة. وقد نُقل عن الفنانة سعاد حسني أن صفوت الشريف هو من دبر هذه الأحداث. وربما كان السبب الخلافات السابقة مع سعاد، وعبد الحليم.
لكن لم يكن أحد يدري آنذاك أن هذه القصيدة هي آخر أغنية يقدمها عبد الحليم بعد ربع قرن من الغناء، ويمكن اعتبارها من أفضل أغانيه.
تسجيل استوديو للقصيدة صدر في الذكرى الخامسة عشر لعبد الحليم (1992).
حققت القصيدة نجاحاً كبيراً، فحتى عام 1993 كان قد بيع منها حوالي مليونين نسخة، ورغم أن هذا العدد ليس أكبر الأرقام، إلا أنها تحقق مبيعات متواصلة على مدى أكثر من ثلاثين سنة.
كانت هذه الأغنية أيضاً من أفضل ما قدم محمد الموجي من ألحان، وهو الذي لحن أغنية “صافيني مرة” عام 1952، هي التي أدت إلى شهرة عبد الحليم، وقال الموجي في لقاء له مع مفيد فوزي أنه لم يقدم بعد “قارئة الفنجان” أغنية في مستواها، وإجمالا فإن أشهر لحن قدمه الموجي بعد وفاة عبد الحليم يمكن أن يكون أغنية “عيون القلب” من غناء نجاة الصغيرة.
كلمات القصيدة
جلست والخوف بعنيها … تتأمل فنجانى المقلوب
قالت ياولدى لا تحزن … فالحب عليك هو المكتوب
ياولدى قد مات شهيدا … من مات فداءا للمحبوب
***********
بصرت ونجمت كثيرا … لكنى لم أقرأ أبدا فنجانا يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيرا … لكنى لم أعرف أبدا أحزانا تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضى أبدا … فى بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر … كتاب دموع
مقدورك ان تبقى مسجونا … بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه … وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن … فينا ليل نهار
وبرغم الريح … وبرغم الجو الماطر والاعصار
الحب سيبقى يا ولدى … الحب سيبقى يا ولدى
أحلا الاقدار … يا ولدى … يا ولدى
بحياتك يا ولدى أمرأة … عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود … ضحكتها أنغام وورود
والشعر الغجرى المجنون … يسافر فى كل الدنيا
قد تغدو أمرأة ياولدى … يهواها القلب هى الدنيا
**********
لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدى نائمة فى قصر مرصود
من يدخل حجرتها من يطلب يدها … من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها يا ولدى … مفقود مفقود مفقود ياولدى
************
ستفتش عنها ياولدى فى كل مكان … وستسأل عنها موج البحر
وتسأل فيروز الشطان
وتجوب بحارا وبحارا … وتفيض دموعك انهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوما يا ولدى مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك ليس لها … ارض أو وطن أو عنوان
ما اصعب أن تهوى امرأة … يا ولدى ليس لها عنوان
يا ولدى “