فرحة: فيلم يتناول السرد الفلسطيني حول النكبة
“فرحة” هو فيلم فلسطيني تم عرضه لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي في عام 2021 ويتوفر الآن على نيتفليكس. يستلهم الفيلم حادثة حقيقية وقعت خلال حرب عام 1948 في فلسطين، ويركز على فتاة فلسطينية تدعى نكبة تجد نفسها محاصرة في هجوم على قريتها. يتمحور الحبكة حول والدها الذي يحاول حمايتها عن طريق إخفائها في خزانة مغلقة ووعدها بالعودة لها.
شاركت مايا الزعبي، كاتبة أزياء فلسطينية، مراجعتها المؤثرة للفيلم في مجلة GQ، حيث أكدت كيف يتماشى الفيلم مع تجارب النساء الفلسطينيات. يحمل مصطلح “فرحة” معنى متضاربًا في العربية، حيث يمثل السعادة وقرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. يستكشف الفيلم التناقض بين الفرح والحقيقة المؤلمة التي يصورها.
يستكشف الفيلم تجارب النساء الفلسطينيات اللاتي واجهن الصدمات والصراعات. يستكشف وجهات نظر ثلاث نساء: مايا نفسها، وجدتها التي عاشت نكبة، وجميع النساء الفلسطينيات اللواتي تم تهجيرهن من وطنهن. يهدف الفيلم إلى التقاط التنوع البشري لنكبة وتاريخ فلسطين من خلال سرد بصري وسمعي.
الروابط القوية بين فرحة ووالدها تشكل موضوعًا رئيسيًا، حيث يسلط الضوء على ارتباط قوي بين الآباء والبنات في الشرق الأوسط. يسمح والد فرحة لها بالذهاب للدراسة في المدينة، متحديًا المعتقدات التقليدية في ذلك الوقت. على الرغم من تعرض القرية لهجوم، ترفض فرحة المغادرة بدون والدها. خلال فترة احتجازها، تشهد التضحيات التي قدمها والدها للدفاع عن قريتهم وسكانها.
يصور الفيلم فرحة كلاجئة تصل إلى سوريا، لكن للأسف لم تتمكن من لقاء والدها مجددًا. يستكشف الفيلم تأثير الصدمات والذنب المتبقية لدى الأفراد والمجتمعات. لا يزال الفلسطينيون مُطارَدين من جراء هذه المأساة كما لو أنها حدثت أمس. يُعزَز هذا التأثير المستدام بمرور الوقت، حيث يستمر هذا العذاب حتى يتحرر فلسطين من استعمار إسرائيل.
أدى وسائل التواصل الاجتماعي إلى ثقافة تجعل الناس يصبحون غير مُبَالِين ولا يُبَالُون بالأحداث المروعة. ومع ذلك، بالنسبة للفلسطينيين، يزداد تعزيز المعاناة والخسارة في كل عنوان وتقرير إخباري قائدهم إلى قوة المقاومة والأمل، مقتربًا من تحقيق فلسطين الحُرَّة.
بعد مشاهدة الفيلم لمدة 90 دقيقة، يكون وجه مايا منتفخًا من الدموع. أثَّر ذلك على ابتسامتها لدرجة أصبحت تتردد في مواجهة انعكاسها في المرآة. ليس لأنها تخشى رؤية مظهرها المشوش، بل لأنها تعلم أن عندما تُطِلَ على المرآة، سترى هناك الثلاث نساء اللاتي ذكرتهن: نفسها، جدتها الفلسطينية، وأية امرأة قد تكون قد تجربت أو تعاني التهجير. يستطيع أن يُعَرِّفَ هؤلاء النساء في المرآة، كما أستطيع أن أَرَى جدتِي بدْرية التي قيل عنِّى أشبه بها.
“فرحة” ليس مجرد فيلم محزن يُمكِنُكَ تجاوزَهُ بجُمْلَةٍ مُطِّبِّئَةٍ، “فرحة” تتجاوز أن تكون مجرد فيلم محزن وتصوّر الحقائق المؤلمة للحياة. يمثل السرد الفلسطيني خاليًا من تأثير ودعاية إسرائيلية، مما يوفر شعورًا بالاستماع والتحرير.